تراجع الأسهم العالمية وسط مخاوف "إيفرجراند" الصينية وتأثير اضطراب الإمداد.

المؤلف: الاقتصادية09.11.2025
تراجع الأسهم العالمية وسط مخاوف "إيفرجراند" الصينية وتأثير اضطراب الإمداد.

شهدت الأسهم الأمريكية تراجعًا طفيفًا في بداية التداول أمس، وذلك عقب إعلان كل من شركتي "آي.بي.إم" و"تسلا" عن نتائج فصلية مخيبة للآمال، الأمر الذي أثار قلق المستثمرين الذين يترقبون عن كثب التقارير الاقتصادية لتقييم الأثر الفعلي لاضطرابات سلاسل الإمداد والنقص الحاد في العمالة على أداء الشركات المختلفة.
ووفقًا لـ "رويترز"، انخفض مؤشر داو جونز الصناعي بنحو 89.02 نقطة، أي ما يعادل 0.25 في المائة، ليصل إلى مستوى 35520.32 نقطة. كما تراجع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بمقدار 3.95 نقطة، أي بنسبة 0.09 في المائة، ليصل إلى 4532.24 نقطة. وشهد مؤشر ناسداك المجمع انخفاضًا مماثلًا، حيث تراجع بمقدار 16.88 نقطة، أي بنسبة 0.11 في المائة، ليصل إلى 15104.80 نقطة.
وفي سياق متصل، عانت الأسهم الأوروبية أيضًا من تراجع ملحوظ أمس، متأثرةً بمعنويات السوق السلبية التي تغذت على تجدد المخاوف العميقة بشأن قطاع العقارات في الصين، بالإضافة إلى نتائج الأرباح الفصلية المتباينة التي أعلنت عنها الشركات الكبرى.
وانخفض مؤشر ستوكس 600 للأسهم الأوروبية بنسبة 0.4 في المائة، مبتعدًا بذلك عن أعلى مستوى له في ستة أسابيع، في حين شهدت الأسهم الآسيوية تراجعًا ملحوظًا بعد انتشار أنباء عن فشل صفقة بيع أصول بقيمة 2.6 مليار دولار في شركة إيفرجراند الصينية للتطوير العقاري، والتي تعاني من وطأة الديون المتراكمة.
وتكبدت أسهم "إيفرجراند" الصينية، المدرجة في بورصة هونج كونج والتي تعصف بها أزمة ديون طاحنة، خسائر فادحة بلغت 12 في المائة أمس، وذلك عندما استأنفت الشركة التداول بعد توقف دام لأكثر من أسبوعين.
ويشكل الإفلاس المحتمل لـ "إيفرجراند"، إحدى أكبر شركات التطوير العقاري في الصين، تهديدًا حقيقيًا بتداعيات وخيمة قد يكون لها "تأثير الدومينو" على اقتصاد البلاد، الذي يعتبر ثاني أكبر اقتصاد على مستوى العالم.
وكانت الشركة قد اضطرت إلى تعليق التداول بأسهمها في الرابع من تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، وذلك بعد أن تخلفت عن سداد قروض متعددة.
وعلى الرغم من العاصفة الهوجاء التي أثارتها قضية "إيفرجراند" في الأسواق المالية خلال شهر أيلول (سبتمبر) الماضي، إلا أن بكين لم تعلن حتى الآن عن موقفها الرسمي، وما إذا كانت ستتدخل لإنقاذ الشركة المهددة بالإفلاس أم ستتركها تواجه مصيرها المحتوم.
وبالعودة إلى القارة الأوروبية، تصدرت أسهم شركات التعدين وصناعة السيارات والشركات الصناعية قائمة الأسهم المتراجعة، وذلك بالتزامن مع تنامي القلق بشأن مجموعة واسعة من نتائج أرباح الشركات التي لم ترق إلى مستوى التوقعات.
وانخفض سهم "إيه.بي.بي" السويسرية للهندسة والتكنولوجيا بنسبة 3.4 في المائة، وذلك بعد أن قامت الشركة بتخفيض توقعاتها للمبيعات السنوية، في أعقاب تحذير شديد اللهجة من نقص حاد في المكونات الأساسية.
وتراجع سهم "إيه.بي فولفو" بنسبة 2.1 في المائة، على الرغم من أن الأرباح المعلن عنها فاقت التوقعات، إلا أن الشركة حذرت من أن استمرار النقص في الرقائق الإلكترونية قد أعاق بشكل كبير الإنتاج في الشركة المصنعة للشاحنات.
وانخفض سهم "باركليز" بنسبة طفيفة بلغت 0.6 في المائة، على الرغم من تحقيق البنك البريطاني أداءً قويًا في الربع الثالث من العام الجاري.
وعلى الجانب الآخر، صعد سهم "يونيليفر" بنسبة 1.2 في المائة، وذلك بعد أن حققت شركة السلع الاستهلاكية نموًا ملحوظًا في المبيعات فاق التوقعات في الربع الثالث، على الرغم من قيامها برفع الأسعار في محاولة جادة لمواجهة الارتفاع الحاد في أسعار الطاقة وغيرها من التكاليف المتزايدة.
وفي القارة الآسيوية، تراجع مؤشر نيكاي الياباني بنحو 2 في المائة أمس، تحت وطأة مخاوف جديدة بشأن مجموعة إيفرجراند الصينية، والقلق المتزايد قبيل الانتخابات العامة، بالإضافة إلى المخاوف العميقة حيال تأثير ارتفاع التكاليف على مستقبل الشركات اليابانية.
وهبط مؤشر نيكاي بنسبة 1.87 في المائة ليغلق عند مستوى 28708.58 نقطة، بينما خسر مؤشر توبكس الأوسع نطاقا نسبة 1.13 في المائة ونزل إلى مستوى 2000.81 نقطة.
وأدى إغلاق "ناسداك" على انخفاض في اليوم السابق، إلى عمليات بيع مكثفة لأسهم التكنولوجيا اليابانية ذات الوزن الثقيل، فيما ينتظر المستثمرون بقلق بالغ ما إذا كان رئيس الوزراء فوميو كيشيدا سيتخذ إجراءات حاسمة لتدعيم الاقتصاد الوطني الذي تعصف به الجائحة.
وكان سهم "طوكيو إلكترون" لمعدات صناعة الرقائق الإلكترونية الأكثر تأثيرًا في هبوط مؤشر نيكاي، إذ تراجع السهم بنسبة كبيرة بلغت 4.61 في المائة. وخسر سهم "فاست ريتيلينج" المشغلة لـ "يونيكلو" للملابس نسبة 2.98 في المائة، وهبط سهم "سوفت بنك جروب" بنسبة 2.06 في المائة.
ونزلت أسهم شركات الطيران بنسبة 2.1 في المائة، مسجلة أكبر تراجع بين مؤشرات القطاعات الفرعية بالبورصة وعددها 33، وسط مخاوف متزايدة من عودة انتشار إصابات كوفيد - 19 بسبب الزيادة الملحوظة في عدد الحالات في بريطانيا. وعلى النقيض من ذلك، تألقت الأسهم المرتبطة بالنفط مع الارتفاع الملحوظ في أسعار الخام في الأسواق العالمية.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة